يستخدم الإنسان الطائرات الصغيرة من دون طيار منذ سنوات في عمليات التجسس ومراقبة السدود، وفي الضربات العسكرية، لكن مخترعين ألمانيين يعملان حاليا على إنتاج نموذج أولي من طائرة هليكوبتر مصغرة، تعمل بالكهرباء، وقادرة على نقل البشر من مكان إلى آخر، ومن دون طيار.
ويقول المخترع البرليني توماس زينكل إن طائرة «فولوكوبتر» ستقود إلى «ثورة» في عالم النقل الجوي، ليس لأنها بيئية فقط، وإنما لأنها ستدخل الخدمة في المجال المدني أيضا، وخصوصا في نقل الجرحى والمعزولين بسبب الحوادث في الجبال، وما إلى ذلك. ويضيف زينكل، الذي يود تنفيذ حلم يراوده، أن هذه الطائرة سهلة الاستعمال، ورخيصة، وهذا يعني أن بإمكان كل إنسان أن يقتنيها، وأن يستخدمها، ربما دون الحاجة إلى إجازة قيادة.
* «تاكسي روبوتي»
* الحلم الآخر للمخترعين هو أن تتحول الفولوكوبتر في المستقبل إلى «تاكسي» روبوتي لنقل الركاب في المدن الكبيرة دون سائق. وستتفوق الهليكوبتر على سيارات الأجرة التقليدية لأنها بيئية، ولأنها تتجنب الزحام على الطرقات. لكنهما يعرفان أن أمامهما طريقا طويلا وصولا إلى عالم «السيارة الطائرة» التي تغزو أـجواء مدن المستقبل.
استمد زينكل وشريكه شتيفان فولف، فكرة الهليكوبتر المعدنية، من الطائرات الصغيرة، من دون طيار، التي تنقل المواد الصغيرة إلى مناطق اللاجئين، ومن الطائرات الإلكترونية، من دون طيار، المستخدمة في التجسس والعمليات العسكرية. ونال الاثنان دعما من وزارة العلوم الاتحادية مقداره مليونا يورو، وأعلنا عام 2015 أول موعد لإنتاج النموذج الأول، بالحجم الحقيقي، من الفولوكوبتر.
أما ما يجعل الفولوكوبتر تتفوق على الهليكوبتر التقليدية الصغيرة، فهو استخدام الأخيرة للمراوح الأربع. ويقول فولف إن أي عطل في مراوح الهيلكوبتر التقليدية يعني هبوطها الاضطراري أو سقوطها وتحطمها. في حين تستخدم الفولوكوبتر 18 مروحة مصغرة في دائرة، ويمكن تحريك هذه المراوح بسرعات مختلفة بهدف التحكم في الدوران والالتفاف في المنعطفات. هذا يعني أن المراوح على اليمين تقلل سرعتها، بينما تزيد المراوح على اليسار سرعتها، عند الانعطاف نحو اليمين. ثم إن هذا العدد من المراوح يضمن تقدم الطائرة إلى الأمام بسرعة تصل إلى 100 كلم - ساعة، وهي سرعة تفوق سرعة الهليكوبترات التقليدية.
* تحكم من بعد
* وحسب أليكس زوسل، المسؤول عن التسويق في شركة «إي - فولو»، الشركة المنتجة، فإن أهم ما يؤهل الإنسان لقيادة فولوكوبتر بنجاح هو نظامها الإلكتروني، ونظام التحكم عن بعد، ونظام الحركة عن طريق الأقمار الصناعية؛ إذ يمكن للإنسان التحكم بالطائرة بواسطة الكومبيوتر، أو بواسطة قبضة للتحكم «جوي ستيك» أو ببساطة بواسطة الهاتف الذكي.
وتتمتع الفولوكوبتر بميزة وزنها الخفيف والمتين في الوقت ذاته، وسيعمل المخترعان على رفع وزنها إلى 450 كغم كي تكتسب الكثير من الثبات والاستقرار عند الطيران ضد التيارات الهوائية.
ولا يعمل فولف وزينكل بمفردهما على تحويل حلمهما الطائر إلى هليكوبتر مصغرة طائرة؛ إذ يعمل الآن 60 تقنيا وعالما على تطوير نظام مراوح الطائرة، والنظام الكومبيوتري والمحرك الكهربائي الصغير. فضلا عن فريق من الطيارين والملاحين الجويين والعمال الذين يعملون بجد للانتهاء من النموذج الأول خلال أقل من سنتين.
ومن يريد التمتع بالطيران في الفولوكوبتر VC200 أو نقل والده المريض إلى مدينة أخرى، فعليه أن يدفع مبلغ 100 ألف يورو للنماذج الأولى من هذه الطائرة. ويتوقع أليكس زوسل بعد الحصول على براءة الاختراع، ونيل حق الإنتاج، أن يجري إنتاج 100 نموذج من فولوكوبتر في السنة في المرحلة الأولى. يمكن بعد ذلك، في مرحلة الإنتاج الكمي، أن يزداد هذا العدد، وأن ينخفض السعر بالتدريج.
.... مكتوب ....